صفاء ابو السعود ويكيبيديا
وُلدت الفنانة والإعلامية المصرية صفاء عبد المنعم أبو السعود في 9 أكتوبر 1950 في مدينة المنصورة، مصر. كان والدها لواءً في الشرطة ومساعدًا لوزير الداخلية. بدأت مسيرتها الفنية في سن السابعة من خلال برنامج الأطفال الإذاعي "بابا شارو"، حيث أظهرت موهبة مبكرة في التمثيل والغناء.
التحقت صفاء بمعهد الكونسرفتوار وتخرجت منه عام 1967، ثم حصلت على دبلوم المعهد العالي للسينما قسم الإخراج عام 1972. شاركت في العديد من الأعمال السينمائية منذ ستينيات القرن العشرين، حيث قدمت أدوارًا متنوعة أبرزت من خلالها خفة ظلها وموهبتها الاستعراضية. من أبرز أفلامها: "هي والرجال" (1965)، "بمبة كشر" (1974)، و"المتعة والعذاب" (1971). كما قدمت أعمالًا مسرحية مميزة بالتعاون مع ثلاثي أضواء المسرح، منها "موسيكا في الحي الشرقي" و"القاهرة في ألف عام".
بالإضافة إلى مسيرتها التمثيلية، عُرفت صفاء أبو السعود بتقديمها برامج تلفزيونية ناجحة، أبرزها برنامج "ساعة صفا" الذي بدأ عرضه عام 1997. في هذا البرنامج الحواري، استضافت مجموعة من مشاهير الفنانين والإعلاميين، وتحدثت معهم عن مشوارهم الفني وحياتهم الشخصية، مما أكسبها شهرة واسعة في مجال الإعلام.
في مجال الغناء، قدمت صفاء العديد من الأغاني الموجهة للأطفال، وكانت أغنية "أهلاً بالعيد" التي أطلقتها في ثمانينيات القرن العشرين من أبرز أعمالها. أصبحت هذه الأغنية رمزًا للاحتفال بالعيد في العالم العربي، وتُبث سنويًا خلال الأعياد، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الاحتفال. حصلت الأغنية على جوائز عالمية، وساهمت في تعزيز مكانة صفاء كفنانة متعددة المواهب.
على الصعيد الشخصي، تزوجت صفاء أبو السعود من الشيخ صالح عبد الله كامل، الملياردير السعودي ومؤسس شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART). أنجبت منه ثلاث بنات: هديل، أصيل، ونضير. بعد وفاة زوجها، عبّرت صفاء عن حزنها العميق، وأكدت على مكانته الكبيرة في حياتها.
تميزت صفاء أبو السعود بقدرتها على التنوع في مجالات الفن والإعلام، حيث جمعت بين التمثيل، الغناء، وتقديم البرامج. ساهمت أعمالها في إثراء الساحة الفنية العربية، وتركت بصمة واضحة في قلوب الجماهير. رغم ابتعادها عن الساحة الفنية لفترات، إلا أن أعمالها ما زالت تُعرض وتُستمع، مما يدل على تأثيرها المستمر في المشهد الفني العربي.
من الجدير بالذكر أن صفاء أبو السعود كانت تمتلك شقيقة توأم تدعى وسام، وهي والدة الفنانة أروى جودة. جاء دخول صفاء إلى عالم الفن بالصدفة، حيث كانت شقيقتها الكبرى ثريا قد اقترحت أن تتقدم وسام لمسابقة أطفال التلفاز، ورافقتها صفاء حتى لا تشعر بالغيرة. لكن القدر اختار صفاء لتُقبل في المسابقة، مما فتح لها أبواب عالم الفن والاستعراض.
في الختام، تظل صفاء أبو السعود نموذجًا للفنانة الشاملة التي استطاعت أن تجمع بين التمثيل، الغناء، وتقديم البرامج، مقدمة أعمالًا خالدة أثرت في وجدان المشاهد العربي، وما زالت تُذكر وتُحتفى بها حتى اليوم
