بسام لطفي ويكيبيديا
وُلد الفنان بسام لطفي سليمان أبو غزالة، المعروف بـ"بسام لطفي"، في الأول من يناير عام 1940 في مدينة طولكرم الفلسطينية. نشأ في بيئة تعليمية، حيث كان والده يعمل معلمًا في مدارس المدينة. تلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة الفاضلية التاريخية بطولكرم. عقب نكبة عام 1948، انتقل مع عائلته إلى سوريا، حيث استقروا في دمشق.
بدأ بسام لطفي مسيرته الفنية في دمشق عام 1957، حيث قدم أولى أعماله المسرحية. ساهم في تأسيس عدد من المؤسسات الفنية السورية، منها نقابة الفنانين السوريين، المسرح القومي السوري، المسرح العسكري السوري، والمسرح الوطني الفلسطيني. يُعد من أبرز الممثلين العرب، ويُلقب بـ"عميد الدراما السورية" نظرًا لدوره البارز في إطلاق الدراما السورية ومساهماته القيمة فيها.
شارك بسام لطفي في العديد من الأعمال الدرامية التي تركت بصمة في تاريخ التلفزيون العربي. من أبرز هذه الأعمال:
"الغريب" (1960): يُعتبر هذا العمل أول تمثيلية عُرضت على شاشة التلفزيون السوري، وشارك بسام لطفي في بطولتها، مما ساهم في تأسيس الدراما التلفزيونية في سوريا.
"نهاية رجل شجاع" (1994): مسلسل درامي مقتبس من رواية الأديب حنا مينه، يتناول قصة شاب يتمرد على الظلم ويواجه تحديات الحياة بقوة وشجاعة.
"يوميات مدير عام" (1995): مسلسل كوميدي يتناول قضايا الفساد الإداري في المؤسسات الحكومية من خلال شخصية مدير عام يسعى لإحداث تغيير إيجابي.
"إخوة التراب" (1996): عمل درامي تاريخي يتناول فترة الاحتلال العثماني للوطن العربي، ويبرز نضال الشعوب العربية لنيل استقلالها.
"التغريبة الفلسطينية" (2004): مسلسل يروي معاناة الشعب الفلسطيني منذ الاحتلال البريطاني وحتى نكبة 1948، ويُعتبر من أبرز الأعمال التي تناولت القضية الفلسطينية بعمق وواقعية.
بالإضافة إلى هذه الأعمال، شارك بسام لطفي في العديد من المسلسلات الأخرى مثل "بطل من هذا الزمان"، "أهل الراية"، و"باب الحارة"، حيث جسد شخصيات متنوعة أظهرت قدراته التمثيلية الفذة.
تميزت مسيرة بسام لطفي بتكريمه في عدة مناسبات تقديرًا لإسهاماته الفنية. في عام 2008، تم تكريمه في يوم المسرح العالمي بدمشق. كما كرّمته وزارة الإعلام السورية عام 2019 كأحد أبرز رواد الدراما السورية. وفي نفس العام، حظي بتكريم في مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة بدمشق تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة.
على الصعيد الشخصي، كان بسام لطفي متزوجًا ولديه ثلاثة أبناء، من بينهم الممثل إياس أبو غزالة، الذي سار على خطى والده في المجال الفني.
توفي بسام لطفي في 19 أغسطس 2022 عن عمر ناهز 82 عامًا في دمشق. نعته نقابة الفنانين السوريين والعديد من المؤسسات الفنية، مشيدين بدوره الريادي في الدراما السورية والعربية. كما قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعازيه بوفاة الفنان الكبير، مؤكدًا على دوره في نقل معاناة الشعب الفلسطيني من خلال أعماله الفنية.
بسام لطفي لم يكن مجرد ممثل، بل كان رمزًا للفن الملتزم الذي يحمل قضايا مجتمعه ويعبر عن همومه. ستبقى أعماله خالدة في ذاكرة المشاهد العربي، شاهدة على إبداعه وتفانيه في خدمة الفن والدراما
